فجوة رواتب صادمة في إسرائيل: مطوّرو البرمجيات يتصدرون القائمة بينما المعلمون والممرضون يعانون!

المراسل الاقتصادي | bbrahat

في ظلّ ارتفاع تكاليف المعيشة وتفاوت الفرص الاقتصادية، كشفت بيانات حديثة عن فجوة صارخة في الرواتب بين المهن الأكثر طلبًا في إسرائيل، حيث يتجاوز دخل مطوّري البرمجيات الشهري أحيانًا 35 ألف شيكل، بينما بالكاد يصل راتب الممرض أو المعلم إلى 12 ألف شيكل، وفقًا لتقارير نشرتها منصات التوظيف واللجنة المركزية للإحصاء (למ”ס).

الصدارة لـ “وادي السيليكون الإسرائيلي”!

تتصدر المهن التكنولوجية القائمة بأعلى الرواتب، حيث يحصل مُهندسو البرمجيات على 20-40 ألف شيكل شهريًّا، خاصة في شركات النخبة مثل “جوجل” أو “مايكروسوفت” بتل أبيب. أما مطوّرو الذكاء الاصطناعي وأمن السيبراني، فينافسون رواتب كبار المديرين بفضل الطلب العالمي المتزايد على مهاراتهم.
يقول “داني كوهين”، محلل سوق العمل: “القطاع التكنولوجي يبتلع الكفاءات ويُعيد رسم خريطة الطبقة الوسطى. من لا يواكب الثورة الرقمية يُخاطر بالتهميش!”.

المهن الحيوية تُكافح من أجل البقاء!

في المقابل، تكشف الأرقام عن معاناة المهن الأساسية في قطاعي الصحة والتعليم:

• الممرضون المسجلون: 8,000–16,000 شيكل، مع فوارق كبيرة بين القطاع العام (المستشفيات الحكومية) والخاص.
• المعلمون: 7,000–12,000 شيكل، وهو ما يدفع الكثيرين للاحتجاج أو البحث عن وظائف ثانية لسد الفجوات.
  شهامة ممرضة من حيفا: “نعمل نوبات ليلية ونهارية، لكن رواتبنا لا تكفي لشراء شقة أو تغطية تعليم أطفالنا!”.

مفاجآت القائمة:

• مديرو المشاريع: 15,000–30,000 شيكل، مع تميز واضح في قطاعات البناء والتكنولوجيا.
• المحاسبون القانونيون: 10,000–25,000 شيكل، حيث تُضاعف الشهادات المهنية مثل “CPA” القيمة التسويقية للموظف.
• عمال الكهرباء المرخصون: 10,000–20,000 شيكل، خاصة إذا تحولوا إلى العمل الحر في المناطق الغنية.

الفجوة الجغرافية: المركز مقابل الريف!

تُظهر البيانات أن العاملين في تل أبيب والمركز يحصلون على رواتب أعلى بنسبة 20-30% مقارنة بمن في النقب أو الجليل، بسبب تركيز الشركات الكبرى والاستثمارات. لكنّ الارتفاع الجنوني في الإسعار بالمركز يُلغي أحيانًا هذه الميزة!

تحذيرات من انهيار اجتماعي!

يحذّر اقتصاديون من تداعيات هذا التفاوت، خاصة مع تراجع القدرة الشرائية للمهن المتوسطة والضعيفة. تقول البروفيسور “ليئا غولدبرغ”: “لا يمكن بناء مجتمع مستقر عندما يُكافح مُعلمو الأطفال ومُقدمو الرعاية الصحية لتأمين الحد الأدنى من الحياة الكريمة!”.

ماذا عن المستقبل؟

تشير التوقعات إلى استمرار هيمنة المهن الرقمية على القمة، بينما قد تشهد وظائف مثل التسويق الرقمي وإدارة المشاريع نموًّا بنسبة 15% سنويًّا. لكن السؤال الأكبر: هل ستنجح الحكومة في سد الفجوة قبل أن تتفاقم الأزمات؟

هذا الخبر مُستوحى من بيانات عام 2023-2024، وقد يتغير تفصيلًا مع تحوّلات السوق.